المضامين التربوية المستنبطة من غزوة بدر المتعلقة بالجانب العقائدي (الإيماني)

الحمد لله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، المبعوث رحمةً للعالمين. أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل ليبشروا الناس وينذروهم ويهدوا من ضلالهم. كان هؤلاء الرسل معصومين من الخطأ، أمر الله الناس باتباع هديهم. وكان آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، الذي شرف هذه الأمة، وفرض طاعته واتباع سنته. وكان أصحابه من أشد الموالين المخلصين، فقد ناصروه وحموه وأقسموا على طاعته في السراء والضراء. وقد جعل هذا الحب الكفار يتساءلون عن قوة هذه المودة بين النبي وأتباعه، التي فاقت الاحترام أو الخوف، كما كان الحال مع ملك الحبشة أو الرومان. ومن صور هذا الحب الصادق أن أتباعه بعد وفاة النبي جاهدوا لنشر الإسلام، وعلموا أبناءهم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. إن متابعة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تأتي من كل خير، لأن حياته كانت تجسيدًا حقيقيًا لدروس القرآن الكريم وأحكامه وأوامره. ومن أهم جوانب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم غزواته. فعند دراستها نجد دروسه وحكمه ومعرفته بالجوانب العسكرية ورحمته. وقد درس المؤرخون حياة النبي صلى الله عليه وسلم من منظور تاريخي، ووثقوها بدقة، وكذلك المعلمون. يتكون البحث الحالي من قسمين:

أولًا: مفهوم المفاهيم الإيمانية
ثانيًا: نماذج مختارة من المفاهيم الإيمانية في غزوة بدر.